الفصل العاشر سر الاله الزرقاء

تنقلك أحداث الفصل العاشر بين عوالم خيالية، حيث يواجه (علي) صدمات متتالية داخل قصر ملك الجان. بين أسرار المخترع فنجان، وخطط بهار الغامضة، واعترافات كارما المؤلمة، يكتشف علي أن العودة إلى عالم الأنس ليست مجرد اختيار بل صراع بقاء. ومع انتهاء المهلة واقتراب المواجهة، يجد نفسه أمام باب النهاية… أو بداية لا يعلمها.

تنظر بنت ملك الجان الصغرى من شباك غرفتها تتفقد ما يحدث فى الأسفل بتمعن.
لارا : بتعملى ايه يا بهار .
بهار : شكلهم لاقوا مترجم .
لارا : مش معقولة لقوه ازاى ده.
*داخل ممر فى القصر يمشى علي وبجانبه جان فى مقتبل العمر أنه شيال القصر*
الشيال : انا بقى يا سيدى محسوبك شوك.
علي : شوك!
شوك : هو اسم قديم شويه ، بس اعمل ايه اسمى وامرى لله، تعالى اتفضل.
يفتح باب غرفة واسعة دهانها أبيض اللون بها سرير فى المنتصف فقط وباقى الحجرة فارغة !، باقى المحتويات بسيطة مجرد كرسيان بجانب السرير وبعض من الستائر على كل شباك.
علي مخاطباً نفسه بذهول : ايه الحكاية ، سورانديك برده كان عنده اريكة بس وتلفزيون فى منتصف الأوضة ، هما بيكرهوا العفش الكثير كلهم للدرجة دي .
شوك : مالك الأوضة مش عجباك.
علي : والهدوم فى الاوض اللى زى دى بتحطوها فين.
شوك : فى كذا عليقه اهى على الحيطة.
علي : طب والتسريحة؟
شوك يهز رأسه متعجباً
علي بتلعثم : حاجة كده بتبقى فيها مرآة ، ثم يكمل بجرأة : ايه ملكش فى اللغات .
شوك : مليش طبعا ، طب متقول مرآة بسيطة اجيبلك، الحاجات دى بالطلب.
علي : هو الملك عايش هنا لوحده؟
شوك : معاه مراته وهما حالياً فى رحلة راجعين بعد خمس شهور ، وبناته الاتنين بهار ودى تخينة أوى والصغيرة ، ولارا ودى رفيعة عادى والكبيرة ، وابنه فنجان ، وبناته دول عصبية الدنيا فيهم ومناخريهم فى السما.
علي : وطبعا فنجان ده بما انه ابن ملك الجان متدلع فعصبى وبتاع بنات وكل يوم فى فسحة مع بنت شكل.
شوك : بالعكس دا أخلاقه عالية اوى ، مورهوش حاجة فى حياته غير انه بيخترع اختراعات بسبب وبدون سبب المهم يخترع ، عنده معمله قاعد فيه ليل نهار، عمتاً الحمام فى آخر الطرقة لو احتجته، اسيبك بقى ترتاح شويه.
علي مخاطباً نفسه : مخترع دى فكرة تجنن.
**************************
فى عالم الأنس تقف والدة (علي) أمام بائع المجوهرات بحسرة ، وخد دول كمان تمنهم، تخاطب نفسها بحزن منك لله يا أدهم، يا ترى يا علي لما تجى هتعمل ايه لما تعرف انه سرق منك كل حاجة وسرق منك الآلة كمان، حسبى الله ونعم الوكيل، ربنا يردك بالسلامة يا بنى وتعرف تجيب حقك منه.

*يقف (علي) متردداً أمام باب معمل فنجان*
يطرق عدة طرقات هادئة ، لم يجبه أحد فيطرق طرقاً شديداً
يفتح فنجان الباب فجأه : ايه ده، انت مين، وازاى تعطلنى عن اختراعاتى؟
علي : اهدأ حضرتك ، أصل انا عاوزك فى موضوع مهم.
فنجان : ايوه انت مين يعنى.
علي : انا المترجم.
يبتسم فنجان : انت المترجم اللى لقوه ، طب ادخل تعالى ، تعالى.
*يتبعه علي بلامبالاه إلى الداخل*
فنجان : انت قولتلى اسمك ايه
علي بتلعثم : ا….. سمى صبار.
فنجان : تعالى افرجك على أجمل اختراعاتى، شايف براد المياه الكهربائى ده.
علي : قصدك الكاتيل .
فنجان : بتقول ايه ، انا مليش فى فلسفة اللغات دى يا مترجم، المهم عارف ايه الفرق بينه وبين البراد العادي.
علي يفكر : ……..
انا هجاوبك الكاتيل العادى بيغلى كوباية صغيره من المياه فى دقيقة و١٢ ث انما بفضل اختراعى ده اللى هطور بيه عالم الجن والكون والمجرات اللى حواليا المياه بقت تغلى فى دقيقة و ١٠ ثوان بس، تصور وفرت ثانيتين من وقت أى جنى.
علي يخاطب نفسه : كان عنده حق شوك لما قال بيخترع بسبب ومن غير سبب، ثم يسترد بلطف : برافو عليك اكيد الاختراع لما يظهر فى النور هيفرق اوى فى عالم الجن .
فنجان : وشايف ده دى قطاعة جزر كهربائية هتوفر لنساء الجن ١٦ ثانية وقت للقطع عن القطاعة العادية ، ودى ماكنة حلاقة كهربائية هتوفر لرجال الجان 25 ثانية أسرع للحلاقة .
اما بالنسبة لدى دى عربية بالكهرباء دى من اجمل اختراعاتى بتوفر حوالى ٣ ساعات وقت عن عربيات البنزين.
علي مخاطباً نفسه : طب كويس ، مهو فى اختراعات ليها لزمة اهوه.
فنجان : وعارف ايه ده.
علي : الله ، دا جيتار.
فنجان : بس مش أى جيتار، جيتار بيعزف لوحده، شايفة عصاه الجيتار دى، مجرد ما تضغط على الزرار ده فيها بتولد طاقة كهرومغناطسية بينها وبين الجيتار بتخليها تتحرك وتعزف عليه اللحن اللى انت تختاره كمان، بتختار اللحن لما تلف البكرة دى اللى فى الجيتار نفسه، تحب اجربهولك .
علي بحماس : ماشى ، نجربه .
” تبدأ الموسيقى تخرج من الآلة وتدور عليها أحوال الدنيا بـ (علي) “
*******************************
يعود زغلول الاخ الأكبر لبهلول وكارما من رحلته مع أصدقائه فى عالم الأنس ، وأثناء وهم يجلسان سوياً على منضدة الطعام
بهلول مازحاً : أكيد انبسطت فى المصيف هناك ، انا زعلان انك مخدتنيش معاك.
زغلول : وأنا اغيب شويه شهور ارجع الاقى الدنيا اتقلبت كده.
بهلول : قصدك موت سورانديك ما فى داهية هو حد كان بيحبه.
زغلول : وحكاية المترجم اللى بيقولوا أخيراً لقوه ده وقاعد فى قصر الملك.
كارما وبهلول فى صوت واحد : مترجم !
*******************************
تظهر بهار وهى تراقب (علي) من بعيد
لارا : مش يلا يا بهار أتاخرنا عن مشوارنا ، واقفة كده ليه ؟
بهار : خضتينى يا لارا ، معرفش الواد ده مش مرتحاله ليه ، وعمال يتقرب لأخويا بأى شكل كده ليه.
*******************************
يظهر فنجان وهو يُرى (علي) بعض من اختراعاته أيضاً، وينصت (علي) اليه بكل حب وإعجاب
*******************************
تذهب كارما لتقدم على وظيفة طاهية فى القصر، ويسلمها كبير الطهاه ملابس الطاهيين، ويخبرها انها شجاعة لأن الأغلبية العظمى لا يتمنون العمل فى القصر لأن الخطأ هنا بموت بلا جدال.
*******************************
نذهب لعالم الأنس نجد أدهم يوقع صفقة كبيرة جداً ، ويحتفل بالتوقيع فى حفل نشرته جميع الصحف من فخامته، تنظر والدة (علي) إلى الصحيفة بحسرة وتبكى.
*******************************
يجلس (علي) قبل النوم على سريره داخل غرفته ليلاً ويفكر كيف سيخبر فنجان انه يُريد اختراع يوصله لعالم الأنس، ثم يغلق عينيه ويتذكر انه ربما لا يوجد شئ بهذا المسمى، واذا علم فنجان أنه من الأنس سيصبح فى مشكلة حقيقة، فيعرض عن الفكرة ويتقلب على جانبه الأيمن ويبدأ فى النوم .
*******************************
تحاول كارما بكل الحجج أن تغادر جناح الطاهيين وتذهب للأعلى لتطمئن على (علي) وتتحدث معه ، ولكن كبير الطاهيين كان يترصد لها فى كل مرة ولا يأبه لأى حجج ، ويكلفها بالمزيد من الأعمال.
*******************************
تُرسل لارا رسالة لوالديها تخبرهما بأحوال القصر بما فيهم المترجم ، وتسأل عن موعد قدومها.
*******************************
بهلول : انت هتسيب أختك الهبلة دى، متبهدلة كده فى قصر ملك الجان.
زغلول : الحب يصنع المعجزات.
بهلول : يبقى لازم نساعدها ونتصرف.
زغلول : مش دى المشكلة انت متعرفش المصيبة اللى عرفتها قبل ما ارجع هنا تانى، انا من رأيي يفضل (علي) معانا هنا فى عالم الجان أحسن، انت متعرفش المشكلة اللى مستنياه لما يرجع ، مش أدهم صاحبه خد كل فستاينه وخد الآلة استولى عليها خلاص ، حتى والدة (علي) لا سأل فيها زى ما علي طلب منه ولا بتنجان دا حتى بهدلها.
*******************************
تفتش بهار غرفة (علي) جزءاً جزءاً أثناء غيابه ولا تجد شئ .
*******************************
علي : متعرفش بباك عاوزنى اترجم ايه.
فنجان : دا حوار بسيط ، بس احنا كملوك مظهرنا أهم حاجة، المسألة وما فيها ان ملك المملكة اللى جمبنا باعت لوالدى رسالة تهنئة بلغة ثانية لمرور ٢٥ عام على توليته الحكم ، ووالدى مكسوف يرد عليه بلغتنا، وأصلا مش عارف يترجم جواب التهنئة .
علي : عرف منين انه جواب تهنئة .
فنجان : لأنه كاتب كده بالعربى على ظرف الجواب من برا.
علي : وهيرد عليه بعد شهور من الجواب ، ما كان يكبر دماغه.
فنجان : ما قلتلك أهم حاجة مظهرنا، وبعدين انت مش عاوز تشتغل ولا ايه يا صبار.
*******************************
يلمح (علي) وهو عاد إلى غرفته بهار وهي تراقبه من بعيد، ولكن لا يهتم.
*******************************
شوك: هدومك شكلها غريب أوى .
علي : أصل بسافر فى حتت كتير وبجبها من هناك .
*****************************
يلاحظ علي أن الحجرة التى بجانبه دائماً مغلقة لكن لا يهتم أيضاً
*******************************
تعود سيارة ملك الجان ليلاً إلى القصر ويتوقف العزف.
*يدخل شوك حجرته ويحاول إيقاظه*
شوك : اصحى يا (علي) بسرعة انت لسه نايم، الملك صحى من بدرى وعاوزك.
(علي) وهو ما يزال تحت تأثير النوم : ملك مين اطفى النور.
شوك : اصحى يا (علي) ملك الجان عاوزك.
يفزع (علي) ويستفيق سريعاً : بتقول ملك الجان ، طب روح هلبس واجى وراك.
بمجرد أن يخرج شوك يبدأ فى تزويد مستحضرات التجميل التى يستخدمها ليخفى شكله، ويرتدى ملابس أنيقة ثم يخرج.
شوك : كل ده، الملك شكله هيزهق، وايه حكاية الكاب دى اللى لابساها حتى وانت نايم ؟
علي : خليك فى حالك ، انت واقف مستنينى على الباب.
شوك : مش احسن ما تتوه ، هو انت عارف يعنى مكان حجرة العرش فين .
*أمام حجرة عرش ملك الجان*
شوك : هيا دى الغرفة يلا ادخل، همشى أنا.
علي خائفاً : استنى ، هتسيبنى لوحدى.
شوك بخوف ايضاً : يا عم سيبنى ، يلا سلام.
طرقت الباب عدة طرقات ، وكان قلبى يكاد أن يقف خوفاً بمجرد سماعى كلمة أدخل تأتى من الداخل ، والحقيقة أن الأمر مر بسلام عما كنت اتصور فلم يشك بى البتة ، أعطانى فقط الرسالة وطلب منى ترجمتها وكتابة عليها بنفس اللغة وأن اسلمه هذا العمل صباح الغد، كنت طوال الوقت خائفاً أن تكون لغة لا أعرفها ولكنها كانت اللغة الانجليزية وكانت الرسالة بكلمات دراجة معروفة لدى معظم الانس ، فترجمت الرسالة ليلاً بعد أن أحكمت إغلاق الباب، وأخرجت الجوال من مخبأه، بعد أن انتهيت أعدت كل شئ مكانه، ونمت إلى الصباح، سلمت ما طلب منى وشكرنى ملك الجان بشدة واعطانى بعض العملات، وما لم يكن فى الحسبان أنه طلب منى مغادرة القصر فى خلال أسبوع لأنه لم يعد فى حاجة إلى، وقد أعطانى تلك المهلة لأنى اخبرته أننى من بلد بعيدة ولا امتلك منزل قريب، ذهبت إلى غرفتى لا أعلم ماذا أفعل أضاءت الأنوار ففزعت عندما وجدتها أمامى.
علي : انتى بتعملى ايه هنا!
بهار : انا عارفه كل حاجة، انت اللى بتعمل ايه هنا وعاوز مننا ايه، ثم تخرج علبة المكياج من وراء ظهرها وتكشر عن أنيابها وهى تنزع الكاب من على رأسه : عاوز مننا ايه يا ابن الأنس؟
علي بتلعثم : اهدى بس وأنا هحكيلك على كل حاجة.
****مر بعض الوقت****
بهار : ومات وسابك هنا.
علي : بالظبط ومن ساعتها مش عارف ارجع.
بهار : البير المسحور، تعرف ان سورانديك ده فكر صح، انت وجودك هنا كنز.
علي : قصدك ايه !
بهار بحزن : أداة البرجل، ياما سمعت عنها فى الكتب، واتخيلتها فى طفولتى إنها بتحللى كل مشاكلى ، هتخلينى أرشق بنت فى المملكة، ثم تدمع عيناها : هبطل اشوف بصات الناس ليا من تحت لتحت بسبب تخنى، ومش قادرين يتكلموا لأنى بنت ملك الجان.
علي بحدة : وايه المقابل، هترجعينى عالم الأنس.
بهار تكشر عن أنيابها مجدداً : المقابل انى مش هقول للملك، لأنه لو عرف هيبقى فعلاً آخر يوم ليك هنا بس ساعتها مش هتروح لعالم الأنس هتروح للى خلقك، فكر كويس قدامك يومين بالكثير.
وتتركه وتغادر.
*تخرج من وراء الستار ليفزع مجدداً*
علي : انتي ايه اللى جابك هنا انتى كمان؟
كارما : اوعى تنزل البير يا (علي) انا فى حاجات كثير خبتها عليك، انا جيت هنا علشان احكيلك على كل حاجة.
****مر بعض الوقت****
علي : علشان كده مينفعش ارجع الا بعد ٣ سنين ، وميه البير مالحة للدرجة اللى ممكن تهرى جلدي واموت فيها، منكوا لله يعنى كنتوا جيبنى هنا تموتونى.
كارما : لا يا (علي) ، انا كنت هحكيلك علي البير بمجرد ما توصل هنا وهمنعك تنزله، انا عملت كل ده علشان بحبك كان نفسى تفضل معايا هنا علطول.
علي : وأمى مفكرتيش فيها، ورغبتى انا انى اكون معاكى أو لا، انتى أنانية اوى.
كارما : المهم دلوقتي لازم نسيب القصر انت دلوقتي فى خطر.
علي : وأنا مش طايقك و لو شوفت وشك هنا تانى أنا بنفسى اللى هبلغ ملك الجان عنى علشان اخلص منك.
***************************
*داخل منزل كارما، تجلس كارما بحزن شديد*
بهلول : سيبك منه بقى كارما، هو مبيحبكش الحب بتاعك ده من طرف واحد، أصلا غبى ميعرفش ان وجوده هنا فى الوقت ده احسن من رجوعه متعرفيش المشكلة اللى هتواجهه لما يرجع اللى قالى عليها زغلول.
كارما : مشكلة ايه؟
***************************
يجلس (علي) يفكر مراراً أن الموت لا محالة له اذا بقى هنا بالفعل ربما خارج القصر يجد طريقه للنجاة، فقام بحزم أغراضه واتجه ليلاً لبوابة القصر وأعطى البواب اذن الخروج الذى قد اعطاه له الملك عندما أعطاه مهلة المغادرة ، ففتح له البوابة وخرج.
ركض كثيراً وكثيراً إلى أن اصطدم بها فى النهاية ، إنها بهار.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *