يعني ماما زمان سحرتني عندك .
= عليك نور .
– بس ازاى اتعورت لما اضربت من رجالة الكبير ، وأغمى عليا وكنت هموت !
= هيا بتحميك من المرض أو تقدر تقول من الموت بالمرض لأن مبيجلكش أمراض زى باقى البنى آدمين ، لكن مش الموت عموماً اكيد هتموت عادى زيك زى أى بنى آدم ومتنساش ان فى طريقة موت اسمها ضرب أدى إلى الوفاة ، بتتعور عادى وتخف يا علي ، ولو زاد الضرب لدرجة انك مبقتش عارف تأخد نفسك وتتنفس كويس يبقى هتموت ، ولو ضربت نفسك بسكينة هتموت عادى ! ، أو رميت نفسك من فوق جبل ، وهكذا ، كلنا هنموت يا علي !
– وانت عايز ايه دلوقت .
=انا عايز الكورة بتاعتي ، عايزها زي ما ادتهالكم .
-عايزها ازاي ، ما انت لو خدتها زى ما بتقول ممكن أموت .
سورانديك بجدية : عليك تختار يا الكورة ، يا الآلة .
على بحدة : خذ الآلة ، انا خلاص مبقتش محتاج لها ، انا عامل مخازن احتياطية كثيرة ومليها على آخرها بضاعه ، هفضل استخدمها لحد ما تخلص ، ولو خلصت هبقى كونت ساعتها فلوس كويسه اقدر اعمل بها مصنع ملابس ، يعنى خلاص مش محتاجها.
سورانديك : اظاهر انك طيب ما تعرفش ان نابى ازرق وانى مرتب لكل حاجة من يوم ما اديتك الآلة لحد دلوقتى ، اللي ما تعرفوش بقى ، إنى لو اخذت الآلة يا علي كل حاجة صنعتها الآلة هتختفي ، كل السوريهات اللي عندك والسواريهات اللي في المخازن ، حتى السوريهات اللي الناس اشتريتها و اللي اتباعت جمله أوقطاعي ، كل حاجه صناعتها الآلة هتختفي !!
(علي) بذهول وهوا ينهج بشدة من الخضة : يا نهااااااار ازرق ، انت بتقول ايه .
سورانديك : ده غير بقى الشُحنات اللي انت ماضي مواعيد معينه لتسليمها ، ولو فضلت تشتغل طول عمرك مش هتجيب ثمن الشرط الجزائي اللى انت دبست نفسك فيه ، لإنك اتغريت في الآلة ، وعملت صفقات عمرك ما كنت تحلم بيها ، مع اكبر تجار القماش بره مصر وجواها ، و الشرط الجزائي اللى مضيته وانت متغر وفاكر ان مهما كان عمرك ما هتدفعه ، يدخلك السجن طول عمرك ، اظاهر انك نسيت يوم دفع الثمن دا خالص يا (علي) .
يسترد سورانديك : فهمت دلوقت كلامى عن قوة نقطة الضعف .
(علي) بعصبية : وعاوز الكورة ليه ، عاوز تاخدها منى ليه هتستفاد ايه ! عاوز تموتنى ليه !
سورانديك بحدة : انا مش عاوز أموتك ، و ميخصكش عايزاها فى ايه ، عارف يعني ايه ميخصكش ؟
(علي) بانكسار : أرجوك بلاش حوار الكورة ده ، لو خدتها ممكن أموت ، اطلب اى طلب تانى وانا تحت امرك ، أرجوك .
سورانديك : قدامك ٣ ايام عبل ما تفكر ، وهرجعلك تانى .
ثم تظلم الغرفة وتضئ فيختفى سورانديك منها
– يخر جالساً على الأرض يبكى بكاء شديد بصوت عالى .
**********************************
جريت مسرعًاااا مسرعًاااا
وصعدت فى لمح البصر لأعلى سطح المنزل
ثم نظرت لأسفل بتمعن من امام السياج وانا انهج بشدة وبشدة
اغمضت عينى وقفزت بلا تردد
كنت سعيدا للغاية فى البداية ، ثم تتابع سقوطى فأحسست أنى خائف
بالفعل كنت خائف !
( أنها اللحظة التى تمنيتها طوال حياتى ) ……..
ولكن هذا لا يمنع ابداً خوفى أثناء سقوطى ، ثم ارتطمت بالأرض وسالت دمائى .
آخر ما اتذكره اننى جبان ، اجل جبان !!!
كل هذه اوهام لا أستطيع فعلها ، اتمنى الموت ، فقط اتمنى ، دون تنفيذ .
يروادنى حلم الانتحار هذا كل ليلة ، كل ساعة ، كل لحظة ، متى يتوقف ؟
تدخل أمه قائلة حبيبي انت لسه بتكتب مذكراتك .
(علي) بحزن : ماما أنا فى حاجة عاوزه احكيلك عليها .
* يعم الهدوء الطويل بصالة المنزل حيث يجلس (علي) ووالدته *
ثم تنهض الأم بعصبية قائلة : يعنى خبيت عليا كل ده ، بتخبى عليا ليه ، ايه هحسدك .
تسترد بعصبية اكثر : دا انا أمك سرك صاحبتك دا انا طول عمرى مدلعاك وقلت الواد الحيلة اللى هيبقى سرنا مع بعض ، مخدتش رايى ليه ، وكل ده بتقولى الكبير سلفنى فلوس وبعدين ربنا فتح عليا يا ماما ، وكل شويه هسافر اجيب بضاعه يا ماما ، وانت ولا بتسافر ولا نيله وكل ده كدب .
امال كنت بتروح فين ، بتغيب بالايام فين …..
ثم تقترب منه الأم وتصعفه على وجهه ، انطق كنت بتروح فين وخبيت عليا ليه ، وتهم لتصفعه صفعة اخرى .
يرد (علي) فى هدوء : زى ما انا خبيت عليكى ، انتى كمان خبيتى عليا.
فتثبت يد الأم فى مكانها من صعق الكلمة
ثم تذهب لتنظر الى صورة زوجها على الحائط ، تهدأ وتستدير لتحادثه مرة اخرى بهدوء قائلة: بتلومنى ، دلوقت بتلومنى كنت عاوزنى اسيبك تموت كان ابوك مسافر بيلقط رزقه وكنت لوحدى ، كنت اسيبك تموت !
على : سحر يا ماما دجل وشعوذة ، هوا احنا بتوع الكلام ده ، احنا الأتنين غلطنا يا ماما .
الأم : ندمان يا على ؟
ينهض علي ويضحك ابتسامة ساخرة قائلا : ندمان ! ، ندمان على ايه ندمان انى بقيت بنام على ريش نعام ثم يسترد بعصبية ندمان انى بقيت بأكل احسن أكل ، واشرب أحسن شرب ، زمان مكنتش لاقى اكل !
اندم انهم بقوا يقولولى يا بيه و يا باشا ، بعد التهزيق والاهانة فى كل شغلانة كنت بشتغلها ،
ثم يهدا مجددا ويسترد : عارفه يا ماما انا مصدقت حلم الانتحار يقف ، فاكره لما حكتلك عنه يا ماما ياما حلمت بيه سنين ، ومكنتش عارف انام منه ، فجاه بقيت انام مرتاح كل حاجة اتظبطت عشت اجمل ايام حياتي ! ، دلوقتى بعد ما عرفت اللى خبتيه عليا حلم الانتحار رجعلى تانى .
* يعم الهدوء مجددا *
الأم : يعنى هتعمل ايه .
على : لا يمكن ارجع تانى للى كنت فيه ابدا ، اكيد فى حل ، واكيد مش هسيب نفسى أخش السجن .
تنهمر الأم بالبكاء وهى تعانقه : متسبنيش فى الدنيا لوحدى يا علي .
( يعم صوت جيشان البكاء المكان )
************************************
*يجلس سورانديك ع اريكته فى منزله*
تدخل كارما : صحيح اللى انا سمعته ده .
سورانديك : كنت عارف انك مشيتى ورايا وسمعتى اللى قلتله لـ (علي) .
كارما : عاوز تموته ليه حرام عليك ، عملك ايه !
– انتى هتستعبطى ما انتى عارفه ان احنا بنعمل كل ده علشان ناخد منه الكورة .
كارما بعصبية : بس مكنتش اعرف لزمه الكورة ايه ، كنت فاكره انه هيرجع بنى آدم عادى مش ممكن يموت فيها ، انت ضحكت عليا !
– انا كنت عارف من الاول انك حبيتيه وبطلتى تحبينى ، من نظرة عينك فى كلامك عنه ، من اهتمامك بيه ، من فرحتك لما بطلب منك تقابليه !، يسترد بحزن : ايه يا كارما بطلتى تحبينى نسيتى حب 5 سنين .
كارما بشرود : عمره ما أهانى ولا جرحنى ، مهونتش عليه يوم ينيمنى زعلانة ، عمره ما قولته على حاجة بتضايقنى وفكر يعملها تانى ، ثم تسترد بنظرات غضب : انما انت زى ما تكون قاصد تجرحنى فى كلمة بتقولهالى ، من ساعة ما اتاكدت من حبى ليك قلبت على وشك الحقيقى ، عمرك ما سمعتنى كلمة عدله ، بتضربنى ، علطول بنام بدموعى ، غير شرك وكرهك لكل الناس ، (علي) طيب عمره ما اذى حد ، عايزنى بعد كل ده ابقى عليك .
ينهض سورانديك ويصفعها على وجهها : يبقى من عاوز اشوفك وشك تانى واللى بينا خلص ، فى داهية انا خلاص مبقتش محتاجلك .
كارما : هنشوف مين اللى هيروح فى داهية يا سورانديك ، وتركض للخارج .
************************************
الأم : حبيبى انت هتاخد دش .
على : اه يا حبيبتى هغيب شوية فى الحمام مع البانيو .
يملئ على البانيو بالماء وينام به ثم يتذكر شئ هام فينهض ويرتدى ملابسه ، يذهب بهرولة إلى غرفته .
على : انا خارج يا ماما
الأم : بالبيجامة !
يمضى فى طريقه ولا يعترى لها اهتمام .
**************************************
يقف على أمام منزل سورانديك متردداً فى الدخول يقدم خطوة ويؤخر أخرى ، ثم يستجمع شجاعته ويطرق الباب .
يفتح سورانديك الباب : كنت عارف إنك هتجى ، أدخل .
على : مش هتسألنى عرفت مكانك منين !
سورانديك : من كارما اكيد ، مش كده !
على : انا مش جى اتضايف أنا خدت قرار خلاص ، ثم يسترد بحزن : خد الآلة اهى .
سورانديك : دا آخر قرار .
على بتلعثم : ايوه ، ثم يستجمع قوته : ايوه اخر قرار ، وينصرف .
يقود علي سيارته فى الطرقات الليلية الحزينة يخفى دموعه بحزن ، إلى ان وصل الى احد فروع محلاته المشهورة ، ركن علي سيارته ثم اتبع الخطوات للداخل بحزن …..
يدخل علي المكان فيجده خاوى تماماً يحتوى على المانكيان فقط،كأنه محل مهجور!
يتفقد المخزن الذى كانت تكسوه أروح وأغلى السورايهات … كم اصابه الفضا !
ينظر علي بحزن شديد فى كل اركان المكان ! ، ثم يخر على ركبتيه منفجراً من البكاء ….
************************************
*وفى أحد قاعات الأفراح الكبرى*
تحدث ضجة كبيرة بين المعازيم بمجرد ما يختفى معظم فساتين فتيات الحفل من على اجسامهم فجأه.
والد أحد الفتيات : الفستان دا مسحور ولا ايه ، انت اشتريته الفستان دا من مين ، انا هوديه فى ستين داهية .
( فى غرفه العروس )
العروسة : فستانى ، فين فستانى ؟
صاحبة العروس : صدقينى اختفى !
والدتها : كان هنا يدوبك ببص منلقهوش !
العروسة : هيكون الارض اتشقت وبلعته ، ولا النصاب بعهولى بسعر قليل علشان يسرقه تانى ، انا هوديه السجن .
خارج الحفل تتعرى الفتيات ايضاً صارخين ، ثم يسرعا إلى سياراتهما ، وينطلقا مسرعين متوعدين لبائع السواريهات .
*********************************************
*فى احد الشركات الكبرى*
انت بتقول ايه المخازن اتسرقت ، يعنى ايه البضاعة اختفت دى بملايين ، يعنى ايه الكاميرات مش جايبة حاجة ، مسحورة دى ولا ايه ، اتصلى بالزفت اللى ادانا البضاعه و دينى وما اعبد لا بيته فى السجن بقيه حياته .
*********************************************
*فى احد الشركات خارج البلاد*
شو عم تخبرنى ، شو اتجنيت شو تقول ، البضاعه اختفت ، كيف حدث ، كيف. * بعصبيه شديدة * انا راح اتصرف مع الزملة صاحبها .
*********************************************
*فى احد المحلات الاخرى*
يدخل صاحب المكان يجد محله خاوى تماماً
عامل : فجاه وانا ماسك الفستان اختفى !
عامل آخر : زى ما يكون الارض انشقت وبلعت البضاعة !
صاحب المكان : ليه مسحورين ايه شغل الدجل ده انا هعرف شغلى مع اللى ادانى البضاعة ، أنا هعمله محضر فى القسم وأجرجره فى المحاكم .
************************************
يرن جرس الباب بقوة وتسمع الأم صوت خبط شديد على الباب
الأم. يا ساتر يا رب ، مين بيخبط كده
تفتح الباب بخضة كبيرة
الظابط : ابنك فين ؟
الأم : يا نهار مش فايت ، بوليس خير يا باشا ؟
تقتحم الشرطه البيت
ليجدا علي نائماً ، يوقظه الظابط بقوة
الظابط : اصحى يلا ، اصحى ويصفعه على وجه .
* فيستفيق علي داخل البانيو من حلمه هذا مفزوعاً وينهض من الماء صارخاً وهو ينهج بشدة : لا الآلة لا ، كله الا الآلة ، لا سجن لا ، الآلة لا لا ، لازم اشوف حل ، لازم اشوف *
*********************************************
*يقود علي سيارته سريعاً*
يدخل (علي) محله فيجده ما زال مملؤئاً وجميلاً جداً تكسوفه أجمل البضائع
فيبتسم بهدوء وفرحة أنه ما زال كل شئ كما هو ليس كما رأى فى الكابوس .
ثم تختفى الابتسامة مرة اخرى وينظر بحزن فى الارجاء لأن المكان على حافة ان يكون خاوى تماماً كما رأى فى كابوسه .
يجلس (علي) بشرودوه الدائم على أريكة مكتبه يحتسى قهوته باللبن مشروبه المفضل.
السكرتير : فى واحده عاوزة حضرتك بتقول اسمها كارما .
(علي) بعدم اهتمام : وقالتلك عاوزة ايه ؟
السكرتير: بتقول موضوع شخصى.
(علي) : دخلها .
( تدخل كارما بجاكت فرو طويل يغطى جسدها بالكامل ذو أكمام طويلة ، وتُخرج من حقيبتها بعض المناديل المعطرة )
ينظر اليها (علي) نظرات تعجب وهى تغلق باب المكتب بالمفتاح .
ثم تقف أمام (علي) ، وتبدأ كارما بخلع الجاكت خاصتها ، فإذا بها ترتدى تحته فستان قصير فوق الركبة يبين ذراعيها ورجليها ، وتقوم بخلع جوانتى يدها ايضاً ، وتمسح بالمناديل المعطرة مكياجها بقسوة ، وتلف شعرها بكل قسوة إلى الوراء بسوار كانت ترتديه تحت فى يدها لتريه منظر أذنها .
يفزع (علي) عندما يراها ولا يتحدث !
يصمتا قليلاً ثم يكسر هذا الصمت صوت كارما
كارما بعصبية ممزوجة بدموع : مستغرب ليه ! ، سواد جلدى اللى شبه البلور ده مش بيفكرك بحاجة ، ثم تبدا فى البكاء بغزارة وهيا تمسك أذنها بقسوة : وودنى اللى علطول مخبياها ورا شعرى خايفة لتشوفها ، دا عادى مش مخليك عاوز تقول حاجة ؟
(علي) بنهجان من اثر الخضة : سوراند….
كارما : سورانديك ، ايوه سورانديك زيى زيه ، جنيه مش بنى آدمه .
يفوق (علي) من فزعه ويتنهد قائلا : جنيه ، جنيه يعنى ايه ، ثم يتابع بعصبية: يعنى سورانديك كان زقك عليا !
كارما :(علي) انا سبته علشانك انا متوقعش انى احبـ …
(علي) : كملى تحبينى قصدك ولا تغشينى ، تخدعينى ، تقرطسينى ، ثم يسترد بعصبية : عاوزين تاخدوا الكورة عاوزين تموتونى.
كارما بحب : دا انا جايه اقولك الحل ، دا مش اكبر دليل برده على حبى ليك !
(علي) يتنهد قليلا لينصت : عندك حل ، من غير ما ياخد منى الآلة أو الكورة.
كارما : لو فكرت هتلاقينى حكتهولك قبل كده لما كنا فى المكتبة ، الحل فى البير المسحور اللى قلتلك عليه ، اللى عندنا فى عالم الجان اللى متعرفوش بقى ان ميه البير دى بتتفاعل مع اى حد جلده بيلمع وكتير حاولوا ينزلوا يدوروا على اللآلات بنفسهم ، لكن بمجرد ما تلمسهم الميه بيتفاعل مع جلدهم ويموتوا ، الحل ان جلد مطفى هوا اللى ينزل البير بنفسه ، وتدورله على كورة تانية ، يسحرها بدمه ، الكورة دى اسمها كورة الصحة ، هو عيان وبيموت علشان كده عاوز الكورة ، صدقنى يا (علي) الآلة وسيلة للضغط عليك مش اكتر لو جبناله كورة غيرها احتمال يسيبك فى حالك .
يشرد (علي) قليلاً …..، ثم يسترد بعصبية : بقى عاوزة تودينى عالم الجان علشان تموتونى هناك وتاخدوا الكورة من هنا بسهولة ، بقى دى خطتكوا التانية يا اقذر ما رأت عينى ، ثم يمسكها بقوة من رقبتها وهوا يحركها ناحية الباب ، تحاول كارما أن تلتقط انفاسها بصعوبة .
يسترد (علي) : انت عارفه لو شوفت وشك هنا تانى هخلص عليكى سامعة ، و مش هديله حاجة لا كورة ولا آلة ، انا مخبيهم فى مكان ميخترش على بال حد ، وانفلقى انتى وهو .
كارما وهى تحاول أن تتحدث : اسمع كلامى يا (علي) انت مش قده ، احنا اه ملناش سلطة عليكوا لكن أقوى منكوا ، أنا خايفة عليك ليأذيك .
(علي) يدفعها بقوة للخارج ويغلق الباب مسرعاً
*********************************************
جنات : متعرفيش يا طنط أدهم فين مختفى بقاله اسبوع .
ام أدهم : خرج من شويه .
جنات : مبيردش على مكالماتى ليه ؟
ام أدهم : متزعليش يا حبيبتى ، جايز مشغول شويه انتى عارف الشغل مبيخلصش .
جنات : معقولة يكون كان بيتكلم بجد لما قالى مش هنكمل مع بعض ، أنا معرفش زعلان من ايه كل ده ، لقيته اتحول فجأه !
يدخل أدهم من باب الشقة وهوا يغنى ما ان راها كشر عن وجهه : انت بتعملى ايه هنا ؟
جنات : مالك بتكلمنى كده ليه !
أدهم : أنا مش قلتلك إنك خلاص مبقتيش من مستوايا .
جنات ببكاء : الفلوس غيرتك أوى يا أدهم .
يصفعها أدهم على وجهها ويمسكها من خصلات شعرها وهوا متجه بها ناحيه الباب ، انا مش قايلك كل شى نصيب اخر مرة وهريانى مكالمات ومبردش عليكى يا باردة ياللى معندكيش كرامة ، ثم يدفعها الى الخارج بقوة غورى فى داهية ، مش عاوزة اشوف خلقتك تانى ويغلق الباب.
*********************************************
( داخل منزل علي )
(علي) : تصدق لسه عامل حركة زى دى مع كارما من شويه .
أدهم : جنات مبقتش تنفعنى خلاص كبرت فى السن انا عاوز المقلوظ الصغنن .
على : مهو كبرت علشانك ، كل ده كانت قاعده مستنياك ؟
أدهم بضحكة سخرية : مهى غبية حد يأمن لراجل فى الزمن دا ، ويضيع علشانه كمان أجمل سنين عمره ، تصدق صعبانين عليا اوى البنات اللى بيحبوا من غير ارتباط رسمى ، ومصدقينهم وفاكرين انهم هيتجوزهم فى الاخر.
* ينظر اليه بصمت من هول تفكيره *
أدهم : مالك مش عاجبك كلامى .
(علي) : دى وقفت جمبك فى مرضك .
أدهم : العالم دلوقت مبقاش بتاع رد جمايل أو حب كله انانى بتاع مصلحته ، بيشوف اكتر عدد من البشر ممكن يجرحه ويأذيه، ومبترددش لحظه أنه يقضي عليهم .
(علي) : تقريبا عندك حق يا أدهم ، انت اتغيرت اوى يا أدهم ، مش عارف الفلوس عملت فيك ايه ، بس بصراحه قفلتنى من اللى جاى احكهولك .
أدهم : اه صحيح سيبك منى وخلينى فيك ! ، ومين كارما دى ؟
**** بعد فترة من الوقت ****
أدهم بهمجية : دا رزق تانى ربنا بعتهولك بترفس النعمة من إيدك .
(علي) : بتقول ايه
أدهم : هيبقى معاك الكورة والآلة ، انا مش هعاتبك علشان خبيت عليا ، خلينا فى حل مشكلتك الأول ، ثم يسترد بحب : انا لو خسرت الدنيا كلها لا يمكن أقدر أخسرك يا صاحبى او أسمح لحد يأذيك.
(علي) : أنت مشتت يا بنى امال ايه النداله اللى حكتهالى من شويه
أدهم : يا عمهم فكك منى ، بقولك وخلينا فيك ، الحل دلوقت تروح معاها عالم الجان ، والآلة ومعارضك فى الحفظ والصون هشيلهم فى عينى عبل ما ترجع متقلقش !
(علي) : بس انا خايف ؟
أدهم : خايف من ايه يا راجل دا شكه دبوس ، هتدورله على كورة زيها وترجع علطول .
(علي) : أنت ليه محسسنى أنى رايح اشترى حاجة من السوبر ماركت .
اقولك خد سورانديك بنفسه معاك اعرض عليه وهو ما هيصدق لأنه فى الأول والآخر عاوز الكورة مش الآلة ، الآلة وسيلة بس للضغط عليك زى ما قلتلك كارما .
* يهدأ علي قليلاً ليفكر *
أدهم : ها ، موافق .
(علي) بحزن : أدهم لو حصلى حاجة ، خد بالك من ماما .
( ويتعانقا )
*********************************
* داخل مكتب علي *
العامل : فى زبونة عاوزه اللون الأخضر من الفستان ده .
(علي) : تمام اتفضل وهجبوهلك .
العامل : تمام يا باشا .
يزيل (علي) الستار ليفتح باب غرفة عازلة للصوت وراء جدار مكتبه بابها يفتح ببصمة عينه ويده ، صممها خصيصاً للآلة ، بها خزنة صغيرة يضع بها الآلة من أمتن الخزائن وبها أحدث أجهزة الإنذار إذا حاول أحد غيره فقط مجرد لمسها ، يرتدى (علي) نظارة صممت خصيصاً أيضاً لتحمى عيناه من ضوء الآلة .
يكتب باسورد الخزنة ، ما أن ينظر فداخلها فيجرى مسرعاً ويغلق باب الغرفة .
(علي) بصوت عالى : يا محمد ، يا محمد .
العامل : ايوه ، يا فندم .
(علي) بعصبية : مين دخل مكتبى فى غيابى ، فى حاجات مهمة اتسرقت من مكتبي ، مين سرقها؟
العامل : والله ما اعرف يا فندم ، المكتب بيقى مقفول طول ما حضرتك مش هنا ، ومحدش بيجي جمبه .
(علي) : أجرى اندهلى المسئول عن الكاميرات بسرعة .
**************************************
* يجلس (علي) بمفرده داخل أحد المطاعم *
العامل : أجيب لحضرتك معاهم سلطات .
(علي) : لا كفاية كده .
العامل : تحت أمرك .
يضع (علي) رأسه بين يداه وهوا مستنداً على المنضدة ، يتحدث مخاطباً نفسه : راجعت الكاميرات بنفسى محدش دخل أو خرج !
والإحتياطات الأمنية دى كلها ازاى بشر عرف يتجاوزها أصلا ، مفيش غيره سورانديك هوا اللى خدها !
بس غريبة مفيش حاجة أختفت لما خدها ، السورايهات زى ما هيا !
يكونش بيضحك عليا ، ساعتها تبقى مصلحة كل اللى محتاجه ابنى مصنع يصنع السواريهات وطظ فى الآلة !
انا صنعت بيها اللى يكفينى سنين قدام ، عبل ما البضاعة اللى عندى تخلص اكون بنيت مصنعي !
بس اكيد سورانديك مش بالسذاجة دى امال كان ادهالى ليه !
أكيد مرتب كل حاجة !
يكون حد تانى اللى أخدها غيره علشان كده السورايهات مختفتش !
بس والأحتياطات الأمنية ، وكمان محدش يعرف مكانها ولا قيمتها غيرى ! ، ثم يتمتم بصوت مسموع : يبقى الأحتمال الأول أكيد هو سورانديك .
كارما : ايوه هو سورانديك .
يفزع (علي) : بسم الله الرحمن الرحيم ، أنتى هنا من أمتى .
كارما : أنا جايه اقنعك تانى لما عرفت أن سورانديك خد الآلة .
(علي) : خدها ازاى ، محدش يعرف مكانها غيرى.
كارما : قولتلك أنت مش قده مصدقتنيش ، عنده أداة استرجاع ليها بتخلى الآلة هيا اللى تجى لحد عنده وتقوله شوبيك لوبيك .
(علي): وليه معندوش أداة استرجاع للكورة ؟
كارما : قلتلك الأدوات دى مش سهل نلاقيها ، إنك تلاقى آلة بأداة استرجاعها دى صدفة مبتحصلش غير كل فين وفين .
(علي) : بس غريبة لما أخذ الآلة مفيش حاجه اختفت .
كارما : لإنه مبوظهاش لما تبوظ كل حاجة هتختفى ، ودا طبعا سهل أوى الثلاجات والمبردات مفيش اكثر منهم زى ما حكتلك فى المكتبة .
(علي) يكشر عن أنيابه : وأنا مش قايلك مش عاوز اشوف وشك تانى .
كارما : مش وقت الكلام ده يا (علي) أنا لولا أنى بحبك مكنتش جيت ، أنت لازم تتحرك لو بوظ الآلة مش هيعرف يصلحها تانى ومحدش هيندم ساعتها غيرك وهتقضى باقى عمرك فى السجن .
* يهدأ علي قليلاً ليفكر *
(علي) بحزن : كارما أنا خايف ، أنا عارف أن مفيش حل تانى ، بس أنا خايف .
كارما تمسك يده لتطمئنه : وأنا مقدرش أشوفك بتتأذى ، أنا معرفش أنت عملت فى مشاعرى ايه يا على ، طول عمرى ببص للبشر بإستحقار ، لحد ما عاشرتك ، مع إنى عارفه أنك مبتبادلنيش نفس الشعور ، ثم تبتسم قائلة : سيبها على ربنا ومتخافش .
***********************************
* امام “Grandeza” *
(علي) : قفل كويس ويلا علشان نلحق نروح .
العامل : المفتاح اهوه ، تصبح على خير يا (علي) بيه .
يسير (علي) فى الطريق شارد الذهن لا يكترث لشئ إلى ان يصل لمكان سيارته ما أن يخرج (علي) مفاتيحه ، وينظر بجانبه فيجد كلب يحدق به بشدة ثم يهجم عليه ويشده من بنطاله يحاول (علي) إبعاده بكل الطرق إلى أن تسقط المفاتيح من يده .
يلتقطها الكلب ويجرى بعيداً يتبعه (علي) إلى مكان فاضى تماماً لا يحتوى على شئ ، يقف الكلب فجأه ويستدير فلا يجد (علي) المفاتيح فى فمه .
ينظر (علي) اليه وهوا يرتجف خوفاً لمعان عين الكلب كان مخيف بشدة ، كان الكلب يحدق إليه بشراهره ، هما ليركض وفجاه يصدر صوتاً من الكلب قائلاً : احنا مش هينفع نتكلم كده وانت خايف ، هاخدك مكان تتطمن فيه .
ينظر (علي) يمينه ويساره فيجد نفسه فى مكتبه مرة اخرى وهوا ما زال يرتجف وهوا يتفقد المكتب
إلى أن يأتى صوت من خلفه
سورانديك ضاحكاً : عجبك تنكرى ، حلوة حركة الكلب دى صح ههههههههههه
(علي) يهدأ ارتجافه قليلاً ثم يتنهد قائلاً : كويس ان احنا اتقابلنا أنا كنت عايزك .
سورانديك : انا اللي عايزك مش واخد بالك ان المهلة خلصت قررت ايه ؟