“شاطئ إيوانا المفقود 7
حاول الرجال مضايقتي بالكلام، فتجاهلتهم وسارعت بخطواتي محاولة الهروب منهم فجأة. وقف أحدهم أمامي، فصرخت قائلة: ابتعد عن طريقي، وأنا أرفع يدي في تحذير. وفي تلك اللحظة، جاء سليم يناديني، فجريت عليه واختبأت خلفه باحثة عن الأمان والحماية. فر الرجال الثلاثة عند رؤيتهم لسليم، وهم يدركون قوته ويعرفون أنهم لا يستطيعون مواجهته.
سألني سليم بقلق: “ماذا حدث؟ هل تعرض لك أحد؟” فأشرت برأسي نافية، محاولة إخفاء خوفي ورعبي. فأمسك بيدي ليذهب بي إلى المنزل، وقال بصوت حازم: “لا تتكلمي حتى نصل إلى المنزل”. وظهرت على وجهه ملامح الغضب والقلق، وبدا واضحًا أنه قلق عليَّ.
عندما وصلنا إلى المنزل، بدأ سليم بالكلام بغضب شديد: “لماذا خرجت من المنزل؟ لقد حذرتك من ذلك. وكيف بقيت في الشارع كل هذا الوقت؟ ما هي الساعة الآن؟ لقد بحثت عنك لأكثر من أربع ساعات. لولا صوت صراخك، لما وجدتك. أنتِ غير مسئولة ومتهورة، ولولا أنني وجدتك، لأذاك هؤلاء الرجال”.
شعرت بالغضب من اتهامه لي، فرفعت رأسي قائلة: “أنا لست غير مسئولة ومتهورة. ذهبت للتجول فقط، ولم أستطع حفظ الطريق، فتاهت ولم أستطع العودة”. ويمكنني الدفاع عن نفسي. سليم بتهكم: “حقًا؟ وكيف كنت ستدافعين عن نفسك بالصراخ كما فعلت؟” لم أستطع التحكم في دموعي، فغضبت وفتحت الباب وخرجت مسرعة محاولة الهروب من الموقف.
لحق بي سليم وقال: “إلى أين تذهبين؟ أريد أن أجلس على الشاطئ بمفردي، أرجوك اتركني”. تركت سليم وجلست على صخرة أمام الشاطئ، أفكر في اختفاء البوابة وعدم قدرتي على العودة. أنا في حيرة كبيرة، لقد انتهيت. اختفت البوابة ولا أستطيع الرجوع. جئت لأعرف ما لا يريد أبي أن أعرفه، ولكن لم أعرف شيئًا ومقابل هذا، ضيعت كل شيء. البوابة اختفت، وبالتأكيد إذا علم البشر عني شيئًا، أو عن المملكة سوف يقضون علينا.
ولم أستطع أن أطلب من أحد المساعدة. سليم بالطبع إذا علم شيء، سيبلغ عني وأكيد سيقضون عليه وعلى المملكة لأنهم لا يحبوننا كما قال أبي. وأنهم إذا علموا، سيقضون علينا ويستولون على قوتنا.
جاء سليم في هذه اللحظة وقال: “فيما تفكرين؟” قلت: “لا شيء، هل ما زلتي حزينة مني؟” قال: “أنا آسف على ما قلته، لكن يجب أن تعرفي أنك ما فعلتي كان خطأ”. قلت: “أنا آسفة يا سليم، لن أفعل ذلك مرة أخرى”. قال: “لماذا تبكين؟ أنا آسف، لم أكن أقصد أن أجعلك تبكين، كنت خائفًا عليك وكنت أريد أن أفهمك أن هذا خطأ”.
ابتسمت له وقلت: “لا، أنا لست حزينة منك، أنا مفتقدة أهلي فقط، وأني أصبحت وحيدة”. نظر سليم لها بحزن وهو يلوم نفسه لأنه أثار هذا الشعور بسبب غضبه عليها. ليظلوا صامتين ناظرين للبحر لتتحدث ايونا بعد صمت
هل يمكنني ان اسالك عن شيء ما يا سليم ؟