الفصل الثالث والأخير

قامت مَلك بِفتح الباب وهيَ تسترِق النَظر حتىٰ ترىٰ مَن الذي قد آتىٰ الآن، بينما قد وضعَ كريم الفِراش مكانهُ وذهب إلىٰ أسفلهُ وهو مُرتعب للغايه فَهو في وسط أربع جُثث، تمتمَ قائِلًا بخفوت:-

 

_يا بنت الناس الطيبه أنا وسط ميتين هِنا، مِش رايح أتكرم، أنا كان إيه إللي رماني علىٰ الهمْ دا يا ربي.

 

سَمِعت مَلك تمتمتهُ فَـ عادت وهبطت بينما قامت برفع القماشه وهيَ تُمتم قائِلة بشر:-

 

_عارِف لو خرجت مِن هِنا هشرحك زي الست إللي أنتَ نايم جنبها دي.

 

تمتمَ هو الآخر قائِلًا بتوسل:-

 

_يا آنسه مَلك أتمنىٰ تخرجيني مِن أم المكان دا واللهِ أنا مَليش ذنب، أخرُج طيب وأوعدِك مِش هرجع تاني.

 

تمتمت قائِلة بهدوء:-

 

_هخرجك بس لما أشوف مَريم جت ليه، أنا شاكه بحاجه بس المُهِم متعمِلش صوت.

 

اومأ لها بالإيجاب بينما عادت مَلك تقِف من جديد وهيَ تمسك بذَلِكَ الشيء المَجهول بينَ يديها، قامت بالخروج مِن الغُرفة وهيَ تُغلِقها ورائِها علىٰ الفور، بينما تَقِف أمامها مَريم والتي قد عادت عيناها باللون القاتِم مرةً آخرىٰ، همست مَريم قائِلة بفحيح:-

 

_ياه يا مَلك أخيرًا هقدَر أفتح المَقبره بيكِ.

 

نظرت لها مَلك بتعجب، بينما أردفت قائِلة:-

 

_مِش فَهمه! مَريم أنتِ بتقولي إيه!.

 

أخذت تَقترِب مِنها خطوة تِلو الآخري، ومَلك تبتعد كُلما تقترِب هيَ، بينما تمتمت مَريم قائِلة بخُبث:-

 

_بقول إن فاضل نصف ساعه بالظبط وهتكوني مِش هِنا، هتسافري عالَم تاني غير دا.

 

_يعني أنتِ إللي!.

 

قاطعتها مَريم مُردفه بصوتٍ مُخيف:-

 

_أيوه بالضبط أنا إللي قتلتهم، وهَقتِلك أنتِ كمان ودلوقتي، وقبل ما يخلصوا النصف ساعة.

 

أردفت مَلك قائِلة بشرود:-

 

_قتلتي عيلة كامله ليه يا مَريم؟.

 

صمتت لولهةً، بينما عادت للتحدُث مردفة بسُخريه:-

 

_ولو إني أشُك أنك مَريم، أنتِ سفاحة، مُجرِمه.

 

نظرت لها مَريم بجمود، بينما أردفت قائِلة:-

 

_عادي جريمة قتل من أربع سنين! وفيها إيه! البيت تحتيه مَقبره فرعونيه، مِش هتتفتح إلا بدم خمسه وأنا قتلت أربعه، وفاصل واحدة وللصراحه يا مَلك أنا بكرهك كُره العمىٰ لذلك أنتِ الخامسه.

 

أشارت مَلك تِجاه مريم وهيَ تقوم بإخراج تِلك الصوره المُخبئه بداخِل الإسواره التي وجدتها، بينما أردفت قائِلة بغضب:-

 

_يبقىٰ دي بتاعتِك، لقيتها وسط الجُثث يا مريم، يعني أنتِ جيبانا هِنا علشان تخلصي علينا، أنا كُنت شاكه فيكِ مِن البدايه أنك مش مننا، واحده غداره وخاينه، طبع الغدر فيها هقول إيه.

 

تمتمت مَريم قائِلة بسُخريه:-

 

_بقولك إيه يا مَلك، أنا حطيت ليكم كُلكم في الاكل حبوب تخليكم تشوفوا كُل حاجه عكسها، بس سُبحان الله مأثرتش فيكِ وأثرت فيهم وبدليل أنك شوفتي الدم في الحمام، وشوفتي عيوني وهيَ بتغير لونها، وكمان حفرتي وطلعتي الجُثث إللب أنا والبواب دافنينها فكراني مِش هعرف، ودا لإنك فضوليه زياده عن اللزوم، وقولنا قبل كِده إن مِش لازِم نَعرف كُل حاجه بنشوفها، وبعدين كلامك خلص معايا، أستعدي.

 

أخذت مَلك تقوم برفع أكمام سُترتها وهيَ تنظُر لها بتوعد، بينما أردفت قائِلة بسُخريه:-

 

_ههه، ضحِكت، أنتِ إللي بدأتي والبادي أظلم يا مريم.

 

قامت مَريم بإخراج سكينًا مِن حقيبتها وقامت بإلقائِها علىٰ الارض، بينما حاولت الهجوم علىٰ مَلك ولَكِنها قامت بِالدفاع عن نفسِها، وهيَ تُحاول تسديد اللكمات لها، بينما قامت بإلقاء السكين علىٰ الارض وهيَ تُحاول السيطره عليها، ولَكِن لمّ تستطع، حيثُ قامت مَريم بالنظرِ لها بينما تسمرت مَلك في مكانِها حينَ رأتها، كادت مَريم أن تصِل إلىٰ السكين مرةً آخرىٰ، ولَكِنها سَمِعَت صوتهُ وهو يُردِف قائِلًا بجمود:-

 

_أقفي مكانِك علشان نهايتك بتقَرب، أبعدي عنها أحسنلك.

 

أردفت مَريم قائِلة بسُخريه:-

 

_بعيدًا عن إنك مش مَنظر، ولَكِن هسيبك تخرُج مِن هنا سليم أحسنلك أنتَ.

 

أردفَ كريم قائِلًا بتأثُر مُصتنع:-

 

_أذا كان كِده تمام هخرُج.

 

ذهبَ كريم تِجاه باب المنزِل وقام بفتحهُ وأعطتهُ مريم ظهرِها، ولَكِنه قد عاد فجأةً وقام بدفعِها بقدميهِ حتىٰ سقطت علىٰ الارض، قام بالهبوط إلىٰ مستوىٰ مَلك وهو يحاوِل أفاقتها، بينما نهضت مَريم بتألُم وهيَ تمسِك السكين وتقترب منهُ، بينما هو مازال يحاول إفاقة مَلك، وما إن أفاقت حتىٰ حاولت النهوض ولَكِن وجدت مريم ستهبط بالسكين علىٰ ظهرهِ، وبالفعل فعلت ذَلِك ولَكِن كانت مَلك مكانهُ حيثُ أخترقت السكين ظهرها وسقطت علىٰ الفور، بينما ظلّت مَريم تضحك بشرٍ كَبير، ولَكِنهُ علىٰ حين غفلةً قد قام بلكمِها حتىٰ سقطت هيَ الآخرىٰ علىٰ الارض مغشيًا عليها، بينما جلسَ كريم علىٰ الارض وهو يردف قائِلًا بقلق:-

 

_مَلك، مَلك أصحي، مَلك لا لا أكيد لا.

 

نظرَ إلىٰ باب المنزِل وهو يُفتَح ويظهر من ورائهِ مَنار وريم اللتان قد عادتا للتو مِن الجامِعه، تسمرت أعينهم حينَ رأو ما يحدُث، بينما هتفت مَنار قائِلة بغضب:-

 

_مين أنتَ، وعملت فيهم أيه يا مُجرم.

 

كادت مَنار أن تقترِب من مَريم، ولَكِن قاطعها كريم الذي أردف قائِلًا بصوتٍ عالٍ:-

 

_متقربيش منها دي ملعونه.

 

هتفت مَنار قائِلة بحقن:-

 

_أهو أنتَ إللي مَلعون، يأخي سكلتكَ أُمك.

 

تحسس كريم خُصلات شعرهُ، بينما عاد للتحدث مردفًا بحقن مُماثِل لها:-

 

_هو كُلكم كِده، صاحبتك غرقانه في دمها، وأنتِ هِنا بتغرقي في دمك برضو بس مِن كُتر السُكر، ربنا ما يحكمكم علىٰ يتامىٰ، أستعنا بالله.

 

نهضَ كريم وهو يقوم بحمل مَلك والذهاب بِها إلىٰ الخارِج علىٰ الفور وذهبت ورائهُ مَنار وهي تُمتم بحنق أن يترُك صديقتها لانها تغار، بينما نظرت ريم لِـ مريم التي مازالت علىٰ الارض بقرف، وهيَ تُمتم قائِلة:-

 

_مِش عارفه هببتي إيه، بس مبحبكيش لله في لله.

 

وذهبت إلىٰ الخارِج بعد أن هاتفت الشُرطة لكي يأتوا للمنزِل.

•••••

وبعدَ مرور عدة أسابيع:-

 

قامت بِفتح كلتا عيناها وجدت نَفسها في غُرفة ما يغلُب عليها اللون الابيض، تمتمت قائِلة بهمس مُتعب:-

 

_أنا فين، أنا في الجنة ولا إيه!.

 

سَمِعت مَن يُردِف بسُخريه قائِلًا:-

 

_لا دخلتي النار، علشان تتحاسبي علىٰ أعمالِك، يا سفاحة المحاليل.

 

نظرت مَلك بجانِبها وجدتهُ يجلِس أمامها، ويبدو عليهِ الإرهاق، بينما أردفت مَلك قائِلة :-

 

_أنتَ تاني، وبعدين قولي أنا حاسه أن ضهري بيوجعني، ليه؟.

 

وجدتهُ يردِف بسُخريه للمره الأخرىٰ قائِلًا:-

 

_مفيش واخده سكينه في

ضهرك مِش أكتر.

 

ضربت مَلك يديها برأسها وكأنها تذكرت ما حدث وأردفت قائِلة بحقن:-

 

_أه مريم الملعونه غزتني، اللهي يغزوها في ميدان عام ويكون من دماغها تتشق نصين يا رب.

 

نظرتَ مَلك إلىٰ باب الغُرفة الذي كان يدلِف منهُ كُلًا مِن ريم ومَنار للتو، بينما هتفت مَنار ما إن رأتها بسعاده:-

 

_أخيرًا بعد خمس أسابيع فوقتي! .

 

_خمس أسابيع.

 

هتفت بِها مَلك بدهشه، بينما أردف كريم قائِلًا بجديه:-

 

_أيوه يا مَلك، أنتِ دخلتي في غيبوبه مَحدِش كان عارِف هتصحي مِنها أمتىٰ، وقبل ما تسألي مَريم حصلها إيه مَريم مطلعتش مَريم يا مَلك طلعِت واحده ساحِره مُتنكِره والبواب طلع دجال كبير، قتلوا العيله دي من أربع سنين ودفنوهم علشان المقبره إللي تحت البيت تتفتح لَكِن كان لازم دم تاني لواحدة، وقتها الشُرطة كانت بتدور ورا أختفاء العيله دي علشان كده هُما أتنكروا، هيَ أتنكرت في هوية واحدة معاكُم في الكُليه، والدجال بقىٰ بواب والدنيا ماشيه، حتىٰ الحكايه إللي هو حكاها طلعت كدب، في النهايه الدم إللي شوفتيه كان صح وموجود، وأتقبض عليهم والجُثث أتدفنت والشقه أتشمعت هيَ والعماره كلها تقريبًا  بس.

 

تمتمت مَلك قائِلة بحقن:-

 

_بس أيه تاني.

 

أكملَ كريم حديثهُ قائِلًا بجديه:-

 

_فيه طرف تالت كان بيساعدهم علشان المُنتحله شخصية مَريم كانت بتقول أن فيه دجال تاني غير إللي معاها بس مُختفي، وعلشان كِده لازم ترجعوا بلدكم بأسرع وقت لإن من إللي فهمته أنهم مش هيسبوكم أكيد عارفه شُغل الدجل والشعوطه بتاعهم.

 

تمتمت مَنار قائِلة بحقن:-

 

_اللهي يشعوطوك في ميدان عام يبعيد.

 

نظرَلها كريم بينما عاد ينظُر إلىٰ مَلك وهو يردف قائِلًا بهدوء:-

 

_أتمنىٰ تاخدي أم أربعه وأربعين دي معاكِ، علشان مَفيش عمار بينا، وأه شتمتني بأمي من خمس أسابيع خلي بالك.

 

أردفت ريم قائِلة بحُزن:-

 

_يعني هنرجع أسيوط تاني، مينفتش نيجي إسكندريه خلاص، مُضطرين نحول من الكُليه.

 

أردفت مَلك قائِلة بهدوء:-

 

_فرفشي يا ريمو، أحنا مع بعض ديمًا، وطول ما إحنا مَعّ بعض يبقىٰ مفيش حاجه صعبه علينا.

 

نهضَ كريم عن مقعدهُ بينما أردفَ قائِلًا بهدوء:-

 

_طب أستأذن أنا بقىٰ، لو أحتاجتوا حاجه دا رقمي يا مَلك، تقدروا تكلموني بأي وقت.

 

_سلام يا كَريم.

 

اومأ لها بإبتسامه هادئه بينما ذهب إلىٰ خارِج الغُرفه، ومَلك تنظُر إلىٰ أثرهِ وقلبها يرتجف من الحُزن قليلًا، ولَكِنها مازالت لا تعلم عنه أي شيء، تيقنت أنها ستتأقلم معّ مرور الوقت، بينما جلسَ علىٰ جانبيها كُلًا مِن مَنار وريم، وأردفت مَنار قائِلة بحقن:-

 

_واد رخم بجد، بت يا مَلك يالا قومي وشدي حيلك أُمك في أسيوط شويه وهتطلع نار من ودانها وأبوكِ ماسك السِلاح وعمال يقول التار ولا الجرجير.

 

قهقهت مَلك وبِشده حتىٰ أدمعت عيناها، بينما أردفت ريم قائِلة بشرود:-

 

_يا ترىٰ الجاي هيكون إيه.

 

أردفت مَنار قائِلة بهمس:-

 

_الجاي جميل علينا يا ريمو، يالا نحضَر مَلك علشان ناخد أذن بالخروج ونسافِر علىٰ أسيوط.

 

صمتت قليلًا ثمَّ عادت تُردِف قائِلة بغمزه:-

 

_وفي خلال نصف ساعه.

 

أخذوا يضحكون جميعًا، بينما هُناك مَن بالخارِج يستمع لِصوت ضحكاتِهم وهو ينظُر أمامهُ بِشر، بينما قام بإخراج هاتفهُ وقام بمُهاتفة شخصٍ ما وأنتظر ان يُجيب، بينما أردفَ قائِلًا بفحيح:-

 

_عاوزك قَبل ما تتحرك بيهم، يكون الحادِث طبيعي جدًا، زي ما أتسببوا في حبس مَريم وسامِر لازم أضيع عمرهم.

 

ومِن ثمَّ أغلقَ الهاتِف في وجههِ، وأخذ يضحك بِشر، وهو يذهب مِن أمام الغُرفه ويُصَفِر بإستمتاع بينما تمتمَ قائِلًا:-

 

_خلاص، كُل حاجه هتخلص في خلال، نصف ساعه.

••••••

تمّت بحمدِ الله.

 

في يوم17/12/2024،

عندَ الساعة 2:16صباحًا،

قد أنتهيتُ مِن كتابة إسكريبت نِصف سَاعة.

 

 

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *